الاستشفاع بمحمد وآل محمد في الدعاء ، وأدعية التوجه إليهم والصلوات عليهم ، والتوسل بهم صلوات الله عليهم
1- عن أبي ذر رحمة الله عليه قال : رأيت سلمان وبلالاً يُقبلان إلى النبي (ص) إذا انكبّ سلمان على قدم رسول الله (ص) يقبّلها ، فزجره النبي (ص) عن ذلك ، ثم قال له :
يا سلمان !.. لا تصنع بي ما تصنع الأعاجم بملوكها ، أنا عبد من عبيد الله ، آكل مما يأكل العبد ، وأقعد كما يقعد العبد ، فقال سلمان :
يا مولاي !.. سألتك بالله إلا أخبرتني بفضل فاطمة يوم القيامة ، فأقبل النبي (ص) ضاحكاً مستبشراً ، ثم قال :
فيجوزون في عرصة القيامة فإذا النداء من قبل الله جل جلاله : معاشر الخلائق !.. غضّوا أبصاركم ونكّسوا رؤوسكم ، هذه فاطمة بنت محمد نبيكم ، زوجة عليّ إمامكم ، أم الحسن والحسين ، فتجوز الصراط وعليها ريطتان بيضاوان ، فإذا دخلت الجنة ونظرت إلى ما أعدّ الله لها من الكرامة قرأت :
{ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إنّ ربنا لغفور شكور الذي أحلّنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب } فيوحي الله عزّ وجلّ إليها :
يا فاطمة !.. سليني أُعطكِ ، وتمنّي عليّ أُرضك ، فتقول : إلهي أنت المنى وفوق المنى ، أسألك أن لا تعذّب محبّي ومحبّي عترتي بالنار ، فيوحي الله إليها :
يا فاطمة !.. وعزّتي وجلالي وارتفاع مكاني ، لقد آليت على نفسي من قبل أن أخلق السماوات والأرض بألفي عام ، أن لا أعذب محبيّك ومحبّي عترتك بالنار . ص141
المصدر: كنز جامع الفوائد ص253
2- قال الباقر (ع) : لفاطمة (ع) وقفة ٌعلى باب جهنم ، فإذا كان يوم القيامة كتب بين عيني كل رجل مؤمن أو كافر .. فيؤمر بمحبّ قد كثرت ذنوبه إلى النار ، فتقرأ فاطمة بين عينيه محبّا ، فتقول :
إلهي وسيدي !.. سميتني فاطمة ، وفطمت بي من تولاني وتولى ذريتي من النار ، ووعدك الحق وأنت لاتخلف الميعاد .. فيقول الله عز وجل :
صدقتِ يا فاطمة !.. إني سميتك ِفاطمة ، وفطمت بك ِمن أحبّكِ وتولاك وأحبّ ذريتك وتولاهم من النار ، ووعدي الحق وأنا لا أخلف الميعاد .. وإنما أمرت بعبدي هذا إلى النار لتشفعي فيه فأشفّعكِ ، وليتبيّن ملائكتي وأنبيائي ورسلي وأهل الموقف موقفكِ مني ، ومكانتكِ عندي .. فمن قرأتِ بين عينيه مؤمناً فخذي بيده وأدخليه الجنة .
3- قال رسول الله (ص) : إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش :
يا معشر الخلائق !.. غضوا أبصاركم حتى تمر بنت حبيب الله إلى قصرها ، فتمر إلى قصرها فاطمة ابنتي ، وعليها ريطتان خضراوان ، حواليها سبعون ألف حوراء .
فإذا بلغت إلى باب قصرها ، وجدت الحسن قائما والحسين نائما مقطوع الرأس فتقول للحسن : من هذا ؟.. فيقول :
هذا أخي !.. إن أمّة أبيك قتلوه وقطعوا رأسه ، فيأتيها النداء من عند الله :
يا بنت حبيب الله !.. إني إنما أريتك ما فعلتْ به أمة أبيك ، لأني ادخرت لكِ عندي تعزية بمصيبتك فيه ، إني جعلت تعزيتك اليوم أني لا أنظر في محاسبة العباد حتى تدخل الجنة أنتِ وذريتك وشيعتكِ ومن أولاكم معروفا ، ممن ليس هو من شيعتكِ قبل أن أنظر في محاسبة العباد .... الخبر .ص63
المصدر: تفسير الفرات
4- قال جابر للباقر (ع) : جعلت فداك يا بن رسول الله !.. حدثني بحديث في فضل جدتك فاطمة إذا أنا حدثت به الشيعة فرحوا بذلك .. قال الباقر (ع) : .... فإذا صارت عند باب الجنة تلتفت فيقول الله : يا بنت حبيبي !.. ما التفاتكِ وقد أمرت بكِِ إلى جنتي ؟.. فتقول :
يا رب!.. أحببت أن يُعرف قدري في مثل هذا اليوم .. فيقول الله :
يا بنت حبيبي !.. إرجعي فانظري من كان في قلبه حبّ لكِِ أو لأحد من ذريتك ِ ، خذي بيده فأدخليه الجنة ..
قال الباقر (ع) : والله يا جابر!.. إنها ذلك اليوم لتلتقط شيعتها ومحبيها ، كما يلتقط الطير الحب الجيد من الحب الرديء .. فإذا صار شيعتها معها عند باب الجنة ، يُلقي الله في قلوبهم أن يلتفتوا فإذا التفتوا فيقول الله عز وجل :
يا أحبائي !.. ما التفاتكم وقد شفّعت فيكم فاطمة بنت حبيبي؟.. فيقولون : يا ربّ أحببنا أن يعُرف قدرنا في مثل هذا اليوم ..فيقول الله :
يا أحبائي ارجعوا وانظروا من أحبّكم لحب ّفاطمة .. إنظروا من أطعمكم لحبّ فاطمة.. انظروا من كساكم لحب ّفاطمة .. انظروا من سقاكم شربة في حبّ فاطمة..
انظروا من رد عنكم غيبة في حبّ فاطمة .. خذوا بيده وأدخلوه الجنة .
قال الباقر (ع) : والله لا يبقى في الناس إلا شاك أو كافر أو منافق ، فإذا صاروا بين الطبقات نادوا كما قال الله تعالى : { فما لنا من شافعين ، ولا صديق حميم }.. فيقولون : { فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين } . قال الباقر (ع) : هيهات هيهات!.. منُعوا ما طلبوا { ولو رُدّوا لعادوا لما نُهوا عنه وإنهم لكاذبون }.
5- قال رسول الله (ص) : إذا كان يوم القيامة ، تقبل ابنتي فاطمة على ناقة من نوق الجنة مدبجة الجنبين ، خطامها من لؤلؤ رطب ، قوائمها من الزمرد الأخضر ، ذنبها من المسك الأذفر ، عيناها ياقوتتان حمراوان ، عليها قبة من نور ، يُرى ظاهرها من باطنها ، وباطنها من ظاهرها ، داخلها عفو الله ، وخارجها رحمة الله ، على رأسها تاج من نور ، للتاج سبعون ركنا ، كل ركن مرصّع بالدر والياقوت ، يضيء كما يضيء الكوكب الدري في أفق السماء ، وعن يمينها سبعون ألف ملك ، وعن شمالها سبعون ألف ملك ، وجبرائيل آخذ بخطام الناقة ينادي بأعلى صوته :
غضوا أبصاركم حتى تجوز فاطمة بنت محمد ، فلا يبقى يومئذ نبي ولا رسول ولا صدّيق ولا شهيد ، إلا غضّوا أبصارهم حتى تجوز فاطمة ، فتسير حتى تحاذي عرش ربها جل جلاله ، فتنزخ بنفسها عن ناقتها ، وتقول :
إلهي وسيدي !.. احكم بيني وبين من ظلمني .. اللهم !.. احكم بيني وبين من قتل ولدي .
فإذا النداء من قِبَل الله جل جلاله : يا حبيبتي وابنة حبيبي !.. سليني تُعطي ، واشفعي تُشفّعي ، فوعزتي وجلالي !.. لاجازني ظلم ظالم ، فتقول :
إلهي وسيدي !.. ذريتي وشيعتي ، وشيعة ذريتي ومحبيّ ومحبي ذريتي ، فإذا النداء من قبل الله جل جلاله :
أين ذرية فاطمة وشيعتها ومحبوها ومحبوا ذريتها ؟.. فيُقبلون وقد أحاط بهم ملائكة الرحمة ، فتقدمهم فاطمة (ع) حتى تُدخلهم الجنة .ص220
المصدر: أمالي الصدوق